صرخ بصوته العالي لا للظلم امتطى بساط الريح وصعد إلى
الغيم بحثاُ عن قطره ماء يروي بها عطشه وعطش شعبه المحروم
من أدنى مقومات الحياة . اقترب من الشمس وأشعل منها سراجه ليضيء عتم زنزانته
وعتم الليل العربي فاحترقت الجدران وأصبحت رماداً تكور جسده
البارد القابع في احد زوايا الغرفة الممتدة من قدميه إلى ركبتيه وبقية جسده خارج تاريخه المعاصر محاولاً ان يلملم بقية أعضاءه
ليدخلها في آتون حاضره لكنها عصية عليه فلم يجد إلا أن يقطع قدميه
ليتحرر من ثقلها ويفر من سجانيه وينطلق مجددا نحو الحرية وحرية شعبه التي
ينشدها ويناضل من اجل استردادها من لصوص الليل الذين سرقوا حلمه
وأحالوه كابوساً يؤرق مضجع الكرامة والعز .
انطلق سريعاً مناديا يا أيتها الحرية اركعي لي فقدت جئتك راكضاً
بلا ساقين لكني مرفوع الرأس شامخا احمل تاريخ شعبي وهمي بين ضفتين هي المسافة بين الأذين والبطين ويا أعداء الإنسانية ومن تحملون راية الإرهاب جئتكم وأنا امتطي العنقاء وسلاحي
حصن شعبي وشموخه وتاريخه الذي تخشونه جيدا يا من لا تاريخ لكم.
سأقذفكم بحمم من لهب فطيور المن والسلوى التي أرسلت لكم
لن تقف بصفكم لأنكم ما حفظتم أمانتها
ارحلوا ارحلوا ارحلوا فانا أصبحت خارج سجونكم بين شعبي يحضنني
بحب ولنتابع مسيرة الحرية التي لم تتوقف ولن تتوقف مهما فعلتم
لإرهابنا ومهما ذبحتم من أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وسنبقى نطاردكم
ما دامت
حبة تراب من أرضنا الطاهرة تحت أقدامكم النجسة. لبس ردائه المطرز بعلم فلسطيننا ورجمكم بالشهاب الأحمر
وقذفكم بالحجارة فأوصلتكم قعر جهنم الأسود.
وصرخ بأعلى صوته غني وافرح يا زيتون وطني الأخضر
واعصفي يا سماء وانثري على موطني ثلجك الأبيض
وجاءه الغدر بنصلٍ في ظهره , وقع على الأرض رافعا رأسه شامخا شموخ العلياء
وبازدراء خاطبتهم عيناه لن تقيدوني لا ساقان لدي ولا يدان فقد ذهبا ثمن الحرية فلا تفرحوا أن لي كرة أخرى معكم والحرب سجال